على غرار كل الدول التي تنشد الرفاهية لأبناء شعبها أولت دولة الإمارات أهمية قصوى للتعليم وهو الذي يعود تاريخه فيها إلى حضارات قديمة عُثر على آثارها في عدة مواقع تاريخية. وبطبيعة الحال فقد تطور التعليم في الإمارات من النمط التقليدي البسيط إلى شكل قائم على الدروس والمقررات والأنظمة الحديثة.
أما الانطلاقة الكبرى للتعليم فقد بدأت في الثاني من شهر ديسمبر عام 1971وهو اليوم الذي أعلن فيه عن قيام اتحاد دولة الإمارات، فتأسست الوزارات الاتحادية ومنها وزارة التربية والتعليم التي تولت مسؤولية الإشراف على التعليم في مراحله المختلفة. وانتشرت بدءاً من تلك الفترة المدارس الحكومية ذات الطراز المعماري الراقي والمجهزة بأحدث الأجهزة والوسائل التعليمية، واستقدمت الدولة البعثات التعليمية من البلدان العربية لتساهم في تطوير التعليم الحديث؛ لتؤدي تلك الطفرة إلى زيادة نسبة المتعلمين بين أفراد الشعب وإلى القضاء على الأمية.
Pages
ما رأيك في مستوى التعليم في دولة الامارات ؟
مَرحبـاً
نرحـب بتصفحـكُم في موقعنـا الخَـاص ، نتمنـى لكم قضـاء وقت ممتـع .. !
الأعضـاء : -
البحـث
الثلاثاء، 24 مايو 2011
:التعليم في الامارات
بدأ تطور التعليم في الإمارات العربية المتحدة بصورة فعلية عام 1962، لم يتجاوز عدد المدارس حينها 20 مدرسة، يدرس فيها أقل من 4000 طالب، معظمهم من الذكور. لم تكن تتوفر البنية التحتية لكثير من الخدمات الاجتماعية الأساسية، مثل المستشفيات والإسكان والمطارات،..... الخ، وكان هنالك نقص كبير في القوى البشرية.[1]
تطوير التعليم
عند اكتشاف النفط وبداية التطور، أولت الدولة اهتماماً كبيراً للتعليم، واعتبر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، التعليم من أولويات التنمية، إذ قال: إن الشباب هم ثروة الأمم الحقيقية. لم يبخل على جميع المشاريع التي أخذت تنهض بالتعليم تدريجيا، لينشأ جيل مؤهل قادر على العطاء وخدمة الوطن.
فعند قيام الاتحاد عام 1971، لم تكن الخدمات التعليمية قد وصلت لكثير من القرى والحواضر، ولم يكن عدد الطلاب في الدولة يتجاوز الـ 28 ألف طالب، وكان على من يرغب في إتمام تعليمه بعد الدراسة الثانوية إبتعث إلى الخارج سواء إلى إحدى الدول الأجنبية أو العربية للحصول على الشهادات العليا على حساب الدولة. في الوقت نفسه عملت القيادة على إيجاد البنية التحتية.
ولقد تم تأسيس الهيئات الرسمية، التي تشرف على التعليم، في العام 1970. كان حينها يشتمل على أربع مراحل تعليمية، هي: [2]
الروضة 4-5 سنوات
الابتدائية 6-11 سنة
المتوسطة 12-14
الثانوية 15-17 سنة.
تطوير التعليم
بدأ تطوير التعليم وتوفير جميع احتياجاته، ليشمل الإناث والذكور الذين يتلقون تعليمهم في المدارس الحكومية مجاناً، ليظهر فيما بعد التعليم الخاص متمماً لجهود القطاع العام، وموفراً التعليم لأكثر من 40% من الطلاب الذين يدرسون في دولة الإمارات. كما يقوم التعليم الخاص بتعليم اللغات الأجنبية الإضافية لكثير من المواطنين وأبناء الجاليات المختلفة، بالإضافة إلى اعتماده مناهج متنوعة لبعض المواد، مثل العلوم والرياضيات وغيرهما.
وظل التعليم الهاجس الأكبر للدولة، فقامت بتبني خطة مستقبلية لتطوير التعليم في السنوات العشرين المقبلة، واضعة نصب أعينها تحقيق أهدافها لتصل بالتعليم إلى مستويات معيارية تتماشى مع معطيات التكنولوجيا والعلوم. وتركز هذه الخطة على تعليم تكنولوجيا المعلومات ومحو الأمية في هذا المجال. وللحفاظ على قيم المجتمع ومبادئه، ولضمان تعزيزها لدى الأجيال الناشئ.
توطين التعليم
تعمل هذه الخطة على توطين التعليم، لتصل نسبة المواطنين العاملين في سلك التربية والتعليم إلى 90% بحلول العام 2020. واليوم تنتشر المدارس في كل قرية، وكل طالب وطالبة ينال حظه من التعليم والرعاية التربوية من دون تمييز.
المرأة والتعليم
لقد استفادت المرأة الإماراتية استفادة كبيرة من الفرص التعليمية المتعددة التي وفرتها لها الدولة، وقد أظهرت المرأة الإماراتية قدرة على تحمل المسؤولية، ونتائج الثانوية العامة لثلاث سنواتٍ متتالية (1996-1999) دليل على تفوق الطالبات إذ أن أكثر الحاصلين على ترتيب أفضل ونسبة نجاح أكبر كن طالبات الإمارات. والنتيجة الآن استطاعت المرأة الإماراتية من تسلم عدة مناصب قيادية في الدولة على مختلف المستويات. وهي تعمل مع الرجل في جميع المؤسسات الحكومية والخاصة وقد أثبتت حضورا مهما وأداء جيدا لا يختلف عن ما يقدمه الرجال.
كما يلاحظ الآن توزع خريجات جامعة العين وكليات التقنية على جميع الدوائر والشركات، قائمات بأعمال مختلفة في اختصاصات مثل الهندسة والعلوم التطبيقية والإعلام والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
تكنولوجيا المعلومات
ولقد أصبح تعليم تكنولوجيا المعلومات يتصدر أولويات الأهداف التعليمية في دبي بخاصة، والإمارات العربية عامة، حيث أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مشروعه الخاص بتعليم تكنولوجيا المعلومات في مدارس دبي في مارس 2000، وكانت مدرسة محمد بن راشد آل مكتوم الثانوية هي أول مدرسة في دولة الإمارات تطبق مشروع سموه، وعمم بعدها على مدارس أبوظبي ضمن خطة شاملة تهدف إلى نشره في جميع مدارس الدولة.
من أهدافه
من بين الأهداف، التي وضعها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نصب عينيه، تخريج جيل، من أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، قادر على خدمة وطنه وتلبية احتياجاته، جيل طموح يرتقي بالبلاد وترتقي معه، إضافة إلى تأمين أفضل أدوات التعليم الإلكتروني وتجهيز المدارس بمختبرات حديثة وتحديث المناهج لتتلاءم مع متطلبات العصر. وينهض المشروع بتوفير تدريب لجميع الطلبة عبر الإنترنت، مزود بكل المصادر التعليمية اللازمة من خلال البوابة الخاصة بالمشروع.[3]
الأنشطة الشبابية
لقد رافق التعليم اهتمام خاص بأنشطة شبابية كثيرة، تتضمن كل الفعاليات الموازية للتعليم المنهجي، إذ تم اعتماد هيئات خاصة تتولى إدارة النوادي الثقافية والفنون ونوادي العلوم والكشافة، وتحرص على تنظيم الفعاليات الاجتماعية وإقامة المخيمات، التي تدرس القرآن الكريم وتهتم بتنمية الحس الاجتماعي والثقافي لدى الشباب.
تعليم الكبار
اهتمت الدولة بتثقيفهم وإعادة تأهيلهم، لكي يستطيعوا مواكبة التطور ومواجهة التحديات المحيطة بهم. فلقد قامت الدولة باعتماد برنامج شامل لمحو الامية بالتعاون مع جمعية اتحاد المرأة.
مقاييس النجاح
يمكن القول إن الجهود مازالت مستمرة وهناك إصرار على النجاح، ويمكن رصد نتائج التجربة بمقارنة بسيطة، إذ نجد أن نسبة المتعلمين من الرجال في عام 1975 وصلت إلى 54.2% مقابل 30.3% للنساء، لكنها تغيرت في عام 1998، وأصبحت 73.4% للرجال و 77.1% للنساء.
ذوي الاحتياجات الخاصة
كما أنشئت دائرة خاصة، تابعة لوزارة التربية والتعليم تهتم بتطوير تعليم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم لاحتلال مواقع إيجابية منتجة في المجتمع. وبدأت هذه الدائرة بتحقيق إنجازات منها مثلاً:
مزرعة تدار بالكامل من قبل مجموعة من المعاقين جسدياً مركز زايد الزراعي للمعاقين، وهو من المشاريع الناجحة. وقد حظي هذا المشروع باهتمام وثناء دوليين.
الجامعات الخاصة
افتتح في الإمارات عدد من المؤسسات التعليمية الخاصة على مختلف المستويات التعليمية إبتداء من حضانة الأطفال حتى منح شادات التعليم العالي على ستوى الماجستير. ومنذ الخطوة الأولى في مسيرة تطوير البلاد، أولت الإمارات العربية المتحدة اهتماماً كبيراً للشباب ولدورهم في صناعة المستقبل، ومازالت مستمرة في بذل أقصى ما بوسعها لتطوير التعليم، ولتوفير بنية تحتية شاملة، للاستفادة من مواطنيها في التنمية الاقتصادية، وتعزيز مكانة البلاد الحضارية.
خطة استراتيجية جديدة
في ضوء إستراتيجية الدولة الجديدة وضعت وزارة التربية والتعليم جزئيتها في الاستراتيجة العامة. [4]
مدارس الغد
في إطار مواكبة إستراتيجية الحكومة الاتحادية، حرصت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على تنفيذ برنامج مشترك للتخلص من برامج التقوية التي تطرحها الكليات والجامعات ، بحيث يكون الطالب عند تخرجه من الثانوية العامة قادراً على مواصلة التعليم العالي في الكليات والجامعات دونما حاجة إلى هذه البرامج . وقد تم تشكيل فرق عمل تضم أعضاء من وزارة التربية والتعليم وجامعة الإمارات وجامعة زايد وكليات التقنية العليا، وجاري حالياً العمل على إعداد خطط لتطوير كافة جوانب العمل في المدارس وتطبيقها بدءً من العام الدراسي القادم 2007 / 2008م.
بدأ تطور التعليم في الإمارات العربية المتحدة بصورة فعلية عام 1962، لم يتجاوز عدد المدارس حينها 20 مدرسة، يدرس فيها أقل من 4000 طالب، معظمهم من الذكور. لم تكن تتوفر البنية التحتية لكثير من الخدمات الاجتماعية الأساسية، مثل المستشفيات والإسكان والمطارات،..... الخ، وكان هنالك نقص كبير في القوى البشرية.[1]
تطوير التعليم
عند اكتشاف النفط وبداية التطور، أولت الدولة اهتماماً كبيراً للتعليم، واعتبر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، التعليم من أولويات التنمية، إذ قال: إن الشباب هم ثروة الأمم الحقيقية. لم يبخل على جميع المشاريع التي أخذت تنهض بالتعليم تدريجيا، لينشأ جيل مؤهل قادر على العطاء وخدمة الوطن.
فعند قيام الاتحاد عام 1971، لم تكن الخدمات التعليمية قد وصلت لكثير من القرى والحواضر، ولم يكن عدد الطلاب في الدولة يتجاوز الـ 28 ألف طالب، وكان على من يرغب في إتمام تعليمه بعد الدراسة الثانوية إبتعث إلى الخارج سواء إلى إحدى الدول الأجنبية أو العربية للحصول على الشهادات العليا على حساب الدولة. في الوقت نفسه عملت القيادة على إيجاد البنية التحتية.
ولقد تم تأسيس الهيئات الرسمية، التي تشرف على التعليم، في العام 1970. كان حينها يشتمل على أربع مراحل تعليمية، هي: [2]
الروضة 4-5 سنوات
الابتدائية 6-11 سنة
المتوسطة 12-14
الثانوية 15-17 سنة.
تطوير التعليم
بدأ تطوير التعليم وتوفير جميع احتياجاته، ليشمل الإناث والذكور الذين يتلقون تعليمهم في المدارس الحكومية مجاناً، ليظهر فيما بعد التعليم الخاص متمماً لجهود القطاع العام، وموفراً التعليم لأكثر من 40% من الطلاب الذين يدرسون في دولة الإمارات. كما يقوم التعليم الخاص بتعليم اللغات الأجنبية الإضافية لكثير من المواطنين وأبناء الجاليات المختلفة، بالإضافة إلى اعتماده مناهج متنوعة لبعض المواد، مثل العلوم والرياضيات وغيرهما.
وظل التعليم الهاجس الأكبر للدولة، فقامت بتبني خطة مستقبلية لتطوير التعليم في السنوات العشرين المقبلة، واضعة نصب أعينها تحقيق أهدافها لتصل بالتعليم إلى مستويات معيارية تتماشى مع معطيات التكنولوجيا والعلوم. وتركز هذه الخطة على تعليم تكنولوجيا المعلومات ومحو الأمية في هذا المجال. وللحفاظ على قيم المجتمع ومبادئه، ولضمان تعزيزها لدى الأجيال الناشئ.
توطين التعليم
تعمل هذه الخطة على توطين التعليم، لتصل نسبة المواطنين العاملين في سلك التربية والتعليم إلى 90% بحلول العام 2020. واليوم تنتشر المدارس في كل قرية، وكل طالب وطالبة ينال حظه من التعليم والرعاية التربوية من دون تمييز.
المرأة والتعليم
لقد استفادت المرأة الإماراتية استفادة كبيرة من الفرص التعليمية المتعددة التي وفرتها لها الدولة، وقد أظهرت المرأة الإماراتية قدرة على تحمل المسؤولية، ونتائج الثانوية العامة لثلاث سنواتٍ متتالية (1996-1999) دليل على تفوق الطالبات إذ أن أكثر الحاصلين على ترتيب أفضل ونسبة نجاح أكبر كن طالبات الإمارات. والنتيجة الآن استطاعت المرأة الإماراتية من تسلم عدة مناصب قيادية في الدولة على مختلف المستويات. وهي تعمل مع الرجل في جميع المؤسسات الحكومية والخاصة وقد أثبتت حضورا مهما وأداء جيدا لا يختلف عن ما يقدمه الرجال.
كما يلاحظ الآن توزع خريجات جامعة العين وكليات التقنية على جميع الدوائر والشركات، قائمات بأعمال مختلفة في اختصاصات مثل الهندسة والعلوم التطبيقية والإعلام والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
تكنولوجيا المعلومات
ولقد أصبح تعليم تكنولوجيا المعلومات يتصدر أولويات الأهداف التعليمية في دبي بخاصة، والإمارات العربية عامة، حيث أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مشروعه الخاص بتعليم تكنولوجيا المعلومات في مدارس دبي في مارس 2000، وكانت مدرسة محمد بن راشد آل مكتوم الثانوية هي أول مدرسة في دولة الإمارات تطبق مشروع سموه، وعمم بعدها على مدارس أبوظبي ضمن خطة شاملة تهدف إلى نشره في جميع مدارس الدولة.
من أهدافه
من بين الأهداف، التي وضعها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نصب عينيه، تخريج جيل، من أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، قادر على خدمة وطنه وتلبية احتياجاته، جيل طموح يرتقي بالبلاد وترتقي معه، إضافة إلى تأمين أفضل أدوات التعليم الإلكتروني وتجهيز المدارس بمختبرات حديثة وتحديث المناهج لتتلاءم مع متطلبات العصر. وينهض المشروع بتوفير تدريب لجميع الطلبة عبر الإنترنت، مزود بكل المصادر التعليمية اللازمة من خلال البوابة الخاصة بالمشروع.[3]
الأنشطة الشبابية
لقد رافق التعليم اهتمام خاص بأنشطة شبابية كثيرة، تتضمن كل الفعاليات الموازية للتعليم المنهجي، إذ تم اعتماد هيئات خاصة تتولى إدارة النوادي الثقافية والفنون ونوادي العلوم والكشافة، وتحرص على تنظيم الفعاليات الاجتماعية وإقامة المخيمات، التي تدرس القرآن الكريم وتهتم بتنمية الحس الاجتماعي والثقافي لدى الشباب.
تعليم الكبار
اهتمت الدولة بتثقيفهم وإعادة تأهيلهم، لكي يستطيعوا مواكبة التطور ومواجهة التحديات المحيطة بهم. فلقد قامت الدولة باعتماد برنامج شامل لمحو الامية بالتعاون مع جمعية اتحاد المرأة.
مقاييس النجاح
يمكن القول إن الجهود مازالت مستمرة وهناك إصرار على النجاح، ويمكن رصد نتائج التجربة بمقارنة بسيطة، إذ نجد أن نسبة المتعلمين من الرجال في عام 1975 وصلت إلى 54.2% مقابل 30.3% للنساء، لكنها تغيرت في عام 1998، وأصبحت 73.4% للرجال و 77.1% للنساء.
ذوي الاحتياجات الخاصة
كما أنشئت دائرة خاصة، تابعة لوزارة التربية والتعليم تهتم بتطوير تعليم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم لاحتلال مواقع إيجابية منتجة في المجتمع. وبدأت هذه الدائرة بتحقيق إنجازات منها مثلاً:
مزرعة تدار بالكامل من قبل مجموعة من المعاقين جسدياً مركز زايد الزراعي للمعاقين، وهو من المشاريع الناجحة. وقد حظي هذا المشروع باهتمام وثناء دوليين.
الجامعات الخاصة
افتتح في الإمارات عدد من المؤسسات التعليمية الخاصة على مختلف المستويات التعليمية إبتداء من حضانة الأطفال حتى منح شادات التعليم العالي على ستوى الماجستير. ومنذ الخطوة الأولى في مسيرة تطوير البلاد، أولت الإمارات العربية المتحدة اهتماماً كبيراً للشباب ولدورهم في صناعة المستقبل، ومازالت مستمرة في بذل أقصى ما بوسعها لتطوير التعليم، ولتوفير بنية تحتية شاملة، للاستفادة من مواطنيها في التنمية الاقتصادية، وتعزيز مكانة البلاد الحضارية.
خطة استراتيجية جديدة
في ضوء إستراتيجية الدولة الجديدة وضعت وزارة التربية والتعليم جزئيتها في الاستراتيجة العامة. [4]
مدارس الغد
في إطار مواكبة إستراتيجية الحكومة الاتحادية، حرصت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على تنفيذ برنامج مشترك للتخلص من برامج التقوية التي تطرحها الكليات والجامعات ، بحيث يكون الطالب عند تخرجه من الثانوية العامة قادراً على مواصلة التعليم العالي في الكليات والجامعات دونما حاجة إلى هذه البرامج . وقد تم تشكيل فرق عمل تضم أعضاء من وزارة التربية والتعليم وجامعة الإمارات وجامعة زايد وكليات التقنية العليا، وجاري حالياً العمل على إعداد خطط لتطوير كافة جوانب العمل في المدارس وتطبيقها بدءً من العام الدراسي القادم 2007 / 2008م.
إبن خلف" في أبوظبي
وتشير الدلائل- رغم اختلاف بعضها عن بعض – أن المدرسة الثالثة في الدولة، والأولى في أبو ظبي، كانت مدرسة "ابن خلف" وبعضهم أطلق عليها "مدرسة ابن عتيبة" نسبة إلى مؤسسها التاجر المعروف خلف بن عتيبة.وقد اختلفت أيضاً المصادر والروايات حول تاريخ نشأتها، ما بين عام 1911م إلى عام 1930، فيقول محمد مطر العاصي: (مرجع سابق) .
كانت من أوائل المدارس في أبو ظبي، تلك المدرسة التي افتتحها التاجر خلف بن عتيبة، وكانت تسمى مدرسة "ابن خلف" وتزامن افتتاحها مع افتتاح المدرسة الأحمديه بدبي والمدرسة التيمية بالشارقة عام 1912م. وقد تلقى طلبتها الدروس الدينية على يد الشيخ عبدا للطيف بن إبراهيم، أحد أفراد عائلة آل مبارك، وهو من علماء الإحساء بالمملكة ، واستمرت حتى عام 1926 .
وكان لبعض العلماء وشيوخ العلم إسهامات كبيرة في نشر التعليم في ذلك الوقت منهم: الشيخ محمد الكندي، وكان معلماً وقاضياً، وقام بتعليم القرآن الكريم والفقه والنحو وكان شيخاً يتصف بالتقوى والورع.
وفي عهد الشيخ حمدان بن زايد قام محمد علي أبو زينة – وكان قاضياً وإماماً – بتعليم الدروس الدينية، ومنها الفقه والقرآن الكريم .
وفي منطقة العين، كان الشيخ ثاني بن محمد قاضياً، وفي نفس الوقت مدرساً للمواد الدينية والقراءة والكتابة.
وممن تتلمذ على يد الشيخ عبداللطيف المبارك كل من الشيخ مجرن، وسلطان أبناء يوسف وعبدالله بن غنوم.
ويقول عيد بخيت المزروعي، في دراسة عن "تطور تاريخ التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة ونظرة إلى منهجية علمية"، حول هذه الفترة :" كان العلماء يفدون إليها لتعليم الناس القراءة والكتابة وعلوم الدين، وكان أهم من وفد إليها لهذا الهدف:
محمد علي أبو زينة: واستقدمه الشيوخ ليكون قاضياً وخطيباً وقام بالتعليم. وكان ذلك في عهد الشيخ حمدان بن زايد.
الشيخ محمد الكندي: وكان قاضياً ومعلماً، في نفس الوقت "مطوعا" وكانت تسمية الكندي لقب معلم والد الشيخ محمد الكندي، وقد سماه جده باسم ذلك المعلم، نظراً لعلمه وورعه وتقواه؛ ويدل ذلك على شرف قدر المعلم بين القوم، وهو بمثابة رد الجميل من التلميذ تجاه معلمه .
وفي " العين " كان الشيخ ثاني بن محمد يقوم بدور المطوع، وكان قاضياً.
كذلك نذكر عبداللطيف المبارك، وقد تعلم في مدرسته عبدالله بن غنوم والشيخ مجرن وسلطان بن يوسف.
وكان أهل بني ياس بكرمهم وجودهم يمدون يد العدون للمعلمين. كما أنشئ عدد من المدارس التقليدية في أبوظبي أهمها:
1- مدرسة السيد عبدالله عبدالرحيم الوسواس .
2- مدرسة السيد درويش بن كرم .
3- مدرسة السيد عبدالله العتيبة .
أما محمد بن علي المحمود فيقول: " إن بداية التعليم في أبوظبي كان بين الأعوام، 1330 هجرية (1911 ميلادية) إلى 1345 هجرية (1926 ميلادية) وقد أنشئت مدرسة دينية بمساعدة الوجيه الشيخ خلف بن عتيبة (رحمه الله)، وفيها تعلم الطلاب مجاناً، وكان يشرف عليها عالم ذكي الفؤاد والقلب، من المشايخ الأفاضل آل مبارك " .
وفي شعم ما بين عام 1350هـ حتى 1360 هجرية علم أحد خريجي التيمية وهو الشيخ صالح بن عبدالباقي. وبين أعوام 1325-1355 هجرية قام بالتعليم الديني في بلدة خصب عالم أديب، وهو الشيخ الخزرجي.
وفي سنة 1320هـ علم في الحمرية، تعليماً حقاً يعد تطورياً الشيخ عبدالصمد وأخوه الشيخ عبدالوهاب. وكانت هذه المدرسة تأخذ من الشيخ علي المحمود المساعدة، وسميت الوهيبية، ومن الذين تعلموا وعلموا فيها الشاعرالتاجر سالم بن علي العويس .
أما عن مناهج هذه المدارس كلها، فقد كانت متساوية، وأسلوبها الجديد على ميزان واحد. وزادت السالمية، التي امتازت بتعليم مسك الدفاتر على طريقة "البيلانجو"، وهذا لم يتح لغيرها من المدارس. المهم، إن مدرسة "ابن خلف" أو "ابن عتيبة" تعد هي أول مدرسة في ابوظبي، وكان من أبرز معلميها أيضاً –الشيوخ الأفاضل- عمر السالك الملقب "بالشنقيطي" وعبد العزيز المبارك، وعبدالله الرستماني، وراشد المبارك .
وكانت الدراسة فيها على فترتين: صباحية ومسائية، وقد عنيت مناهجها بتفسير القرآن الكريم، ودروس الفقه، وبألفية ابن مالك ومقامات الحريري، وبلغ عدد طلابها ما بين 20-25 طالباً، واستمرت في أداء رسالتها قرابة ثلاثين سنة. ومن أبرز طلابها عبدالله بن محمد غنوم، والشيخ مجرن وسلطان بن يوسف.
وكان المبنى المدرسي يتكون من ثلاثة خيم، مصنوعة من سعف النخيل، أما سور المدرسة فكان من السعف أيضاً .
مدرسة درويش بن كرم :
وفي عام 1940 قام درويش بن كرم بتأسيس المدرسة الأهلية بأبوظبي، وقد عُرف درويش بن كرم معلماً وإماماً وخطيباً ومختناً، أي مطهراً للأولاد وطبيباً شعبياً، ونجماً في حفلات "المالد" ومأذوناً يعقد القرآن، وقائماً بإدارة أعمال ديوان الحاكم، وشؤون كثير من الخدمات الحكومية آنذاك: كالإشراف على تصدير النفط من جزيرة داس، ومسئولية صرف رواتب الشرطة وموظفي الحكومة، وإصدار الجوازات المحلية، ومرافقة الشيوخ في الأسفار خارج الإمارة، ثم وكيلاً لأعمال الشيخ خالد بن سلطان آل نهيان، شقيق صاحب السمو رئيس الدولة.
ولدرويش الكثير من الأعمال الخيرية والمنجزات الاجتماعية لعل أبرزها تأسيسه لهذه المدرسة، وفق المقال المنشور في مجلة التربوي السنة الخامسة، أغسطس 1990 .
وبعد عدة أشهر بدأ بتجهيز "خيمته" من سعف النخيل، لتكون أول مدرسة من نوعها في الإمارة، ويسميها "المدرسة الأهلية"، والتي عرفت بمدرسة درويش، وفي تلك الخيمة قام بإستضافة البنين والبنات من أطفال الجيران والأقرباء والأصحاب وأبناء حيه السكني. كانت تلك مع بدايات افتتاح المدرسة، أما فيما بعد، فقد بلغ عدد طلبته من الفتيان والفتيات سبعين طالباً وطالبة في المتوسط، وأحياناً كان العدد يصل إلى حوالي المائة أو يتجاوزها.
وكان سن درويش حينها بين 13 إلى 15 سنة تقريباً. أما مواده الدراسية فقد تركزت على القرآن الكريم، ومبادئ فقه العبادات، والقراءة والكتابة، ومبادئ الحساب، ولم يبخل على طلبته بشيء من معارفه وعلومه، التي خبـأها حتى ذلك العمر. ولم يكن همه الربح، لذلك، فقد كان يتقاضى من كل طفل "خميسية" أي: في يوم الخميس من كل أسبوع، ما بين أربع "آنات" إلى نصف ربية فقط. بينما يعفي أبناء أصحاب الدخل المحدود من الدفع. وكان يهدف بالدرجة الأولى المساعدة والتعليم، بالرغم من أنه كان في حاجة لذلك، فحين بلغ السادسة عشرة سنة من العمر تولى الإمامة في مسجد "السليطي"، ولكن مقابل نصف روبية فقط في الشهر الواحد، أي: ست ربيات في السنة. ولقد كانت مصروفات المسجد من إيجار دكان واحد:"أوقف على المسجد" .
بعد فترة من استمرارية الدراسة في تلك "الخيمة"، التي بناها درويش في منزله، نقل مدرسته إلى غرفة بمنزل مبارك السليطي، وهو أحد كبار الأعيان يومها، وذلك بعد وفاته، ولم يكن الموقع الجديد للمدرسة يبعد عن المكان السابق، حيث كان في شمال سوق أبوظبي المركزي الجديد حالياً .
وقد طلب الشيوخ من درويش لاحقاً الانتقال للسكن بالقرب من المسجد الكائن بجانب "الحصن". فانتقل وبنى خيمة جديدة للمدرسة في جهة الشمال، مقابل الحصن، واستمرت المدرسة، كما استمر درويش مؤذناً وإماماً ثم خطيباً في مسجد الحصن. وكان هو الجامع الوحيد يومها تقريباً وكان السيد عبدالرحيم هو الإمام والخطيب السابق فيه .
وحين أصبحت مدرسته قديمة وبدأت تتداعى، نظم فيها العديد من الأبيات الفكاهية المعبرة ، يصف حالتها ويتمنى تشييد مبنى جديد لها، وقد لبى الشيوخ أمنيته وبنوا غرفة كبيرة مع صالة فسيحة مفتوحة الأطراف:"ديوان"، لتكون أول بناء حديث بطابوق وأسمنت لمدرسة في أبوظبي، هي : المدرسة الأهلية .
تخرج من المدرسة الأهلية وعلى يد المعلم والمربي الفاضل درويش بن كرم المئات من الطلبة والطالبات أبناء أبوظبي، بينهم معالي الدكتور مانع سعيد العتيبة، وسمو الشيخ محمد بن بطي، وحارب بن سلطان، ولقد وجدنا ضمن ماثوراته من الوثائق والمستندات قوائم بأسماء عدد من طلبته .
وكان بن كرم يتذكر مانع العتيبة بأنه كان هادئاً، ومحمد بن بطي كان كثير الحركة، ولكنهما كانا في منتهى الذكاء، وذلك في سنوات دراستهما القرآن عنده। ويذكر أيضاً أن المدرسة الأهلية ضمت أيضاً شبه قسم داخلي لإقامة بعض الطلبة أبناء المناطق البعيدة، كالعين مثلاً.
L.M
وتشير الدلائل- رغم اختلاف بعضها عن بعض – أن المدرسة الثالثة في الدولة، والأولى في أبو ظبي، كانت مدرسة "ابن خلف" وبعضهم أطلق عليها "مدرسة ابن عتيبة" نسبة إلى مؤسسها التاجر المعروف خلف بن عتيبة.وقد اختلفت أيضاً المصادر والروايات حول تاريخ نشأتها، ما بين عام 1911م إلى عام 1930، فيقول محمد مطر العاصي: (مرجع سابق) .
كانت من أوائل المدارس في أبو ظبي، تلك المدرسة التي افتتحها التاجر خلف بن عتيبة، وكانت تسمى مدرسة "ابن خلف" وتزامن افتتاحها مع افتتاح المدرسة الأحمديه بدبي والمدرسة التيمية بالشارقة عام 1912م. وقد تلقى طلبتها الدروس الدينية على يد الشيخ عبدا للطيف بن إبراهيم، أحد أفراد عائلة آل مبارك، وهو من علماء الإحساء بالمملكة ، واستمرت حتى عام 1926 .
وكان لبعض العلماء وشيوخ العلم إسهامات كبيرة في نشر التعليم في ذلك الوقت منهم: الشيخ محمد الكندي، وكان معلماً وقاضياً، وقام بتعليم القرآن الكريم والفقه والنحو وكان شيخاً يتصف بالتقوى والورع.
وفي عهد الشيخ حمدان بن زايد قام محمد علي أبو زينة – وكان قاضياً وإماماً – بتعليم الدروس الدينية، ومنها الفقه والقرآن الكريم .
وفي منطقة العين، كان الشيخ ثاني بن محمد قاضياً، وفي نفس الوقت مدرساً للمواد الدينية والقراءة والكتابة.
وممن تتلمذ على يد الشيخ عبداللطيف المبارك كل من الشيخ مجرن، وسلطان أبناء يوسف وعبدالله بن غنوم.
ويقول عيد بخيت المزروعي، في دراسة عن "تطور تاريخ التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة ونظرة إلى منهجية علمية"، حول هذه الفترة :" كان العلماء يفدون إليها لتعليم الناس القراءة والكتابة وعلوم الدين، وكان أهم من وفد إليها لهذا الهدف:
محمد علي أبو زينة: واستقدمه الشيوخ ليكون قاضياً وخطيباً وقام بالتعليم. وكان ذلك في عهد الشيخ حمدان بن زايد.
الشيخ محمد الكندي: وكان قاضياً ومعلماً، في نفس الوقت "مطوعا" وكانت تسمية الكندي لقب معلم والد الشيخ محمد الكندي، وقد سماه جده باسم ذلك المعلم، نظراً لعلمه وورعه وتقواه؛ ويدل ذلك على شرف قدر المعلم بين القوم، وهو بمثابة رد الجميل من التلميذ تجاه معلمه .
وفي " العين " كان الشيخ ثاني بن محمد يقوم بدور المطوع، وكان قاضياً.
كذلك نذكر عبداللطيف المبارك، وقد تعلم في مدرسته عبدالله بن غنوم والشيخ مجرن وسلطان بن يوسف.
وكان أهل بني ياس بكرمهم وجودهم يمدون يد العدون للمعلمين. كما أنشئ عدد من المدارس التقليدية في أبوظبي أهمها:
1- مدرسة السيد عبدالله عبدالرحيم الوسواس .
2- مدرسة السيد درويش بن كرم .
3- مدرسة السيد عبدالله العتيبة .
أما محمد بن علي المحمود فيقول: " إن بداية التعليم في أبوظبي كان بين الأعوام، 1330 هجرية (1911 ميلادية) إلى 1345 هجرية (1926 ميلادية) وقد أنشئت مدرسة دينية بمساعدة الوجيه الشيخ خلف بن عتيبة (رحمه الله)، وفيها تعلم الطلاب مجاناً، وكان يشرف عليها عالم ذكي الفؤاد والقلب، من المشايخ الأفاضل آل مبارك " .
وفي شعم ما بين عام 1350هـ حتى 1360 هجرية علم أحد خريجي التيمية وهو الشيخ صالح بن عبدالباقي. وبين أعوام 1325-1355 هجرية قام بالتعليم الديني في بلدة خصب عالم أديب، وهو الشيخ الخزرجي.
وفي سنة 1320هـ علم في الحمرية، تعليماً حقاً يعد تطورياً الشيخ عبدالصمد وأخوه الشيخ عبدالوهاب. وكانت هذه المدرسة تأخذ من الشيخ علي المحمود المساعدة، وسميت الوهيبية، ومن الذين تعلموا وعلموا فيها الشاعرالتاجر سالم بن علي العويس .
أما عن مناهج هذه المدارس كلها، فقد كانت متساوية، وأسلوبها الجديد على ميزان واحد. وزادت السالمية، التي امتازت بتعليم مسك الدفاتر على طريقة "البيلانجو"، وهذا لم يتح لغيرها من المدارس. المهم، إن مدرسة "ابن خلف" أو "ابن عتيبة" تعد هي أول مدرسة في ابوظبي، وكان من أبرز معلميها أيضاً –الشيوخ الأفاضل- عمر السالك الملقب "بالشنقيطي" وعبد العزيز المبارك، وعبدالله الرستماني، وراشد المبارك .
وكانت الدراسة فيها على فترتين: صباحية ومسائية، وقد عنيت مناهجها بتفسير القرآن الكريم، ودروس الفقه، وبألفية ابن مالك ومقامات الحريري، وبلغ عدد طلابها ما بين 20-25 طالباً، واستمرت في أداء رسالتها قرابة ثلاثين سنة. ومن أبرز طلابها عبدالله بن محمد غنوم، والشيخ مجرن وسلطان بن يوسف.
وكان المبنى المدرسي يتكون من ثلاثة خيم، مصنوعة من سعف النخيل، أما سور المدرسة فكان من السعف أيضاً .
مدرسة درويش بن كرم :
وفي عام 1940 قام درويش بن كرم بتأسيس المدرسة الأهلية بأبوظبي، وقد عُرف درويش بن كرم معلماً وإماماً وخطيباً ومختناً، أي مطهراً للأولاد وطبيباً شعبياً، ونجماً في حفلات "المالد" ومأذوناً يعقد القرآن، وقائماً بإدارة أعمال ديوان الحاكم، وشؤون كثير من الخدمات الحكومية آنذاك: كالإشراف على تصدير النفط من جزيرة داس، ومسئولية صرف رواتب الشرطة وموظفي الحكومة، وإصدار الجوازات المحلية، ومرافقة الشيوخ في الأسفار خارج الإمارة، ثم وكيلاً لأعمال الشيخ خالد بن سلطان آل نهيان، شقيق صاحب السمو رئيس الدولة.
ولدرويش الكثير من الأعمال الخيرية والمنجزات الاجتماعية لعل أبرزها تأسيسه لهذه المدرسة، وفق المقال المنشور في مجلة التربوي السنة الخامسة، أغسطس 1990 .
وبعد عدة أشهر بدأ بتجهيز "خيمته" من سعف النخيل، لتكون أول مدرسة من نوعها في الإمارة، ويسميها "المدرسة الأهلية"، والتي عرفت بمدرسة درويش، وفي تلك الخيمة قام بإستضافة البنين والبنات من أطفال الجيران والأقرباء والأصحاب وأبناء حيه السكني. كانت تلك مع بدايات افتتاح المدرسة، أما فيما بعد، فقد بلغ عدد طلبته من الفتيان والفتيات سبعين طالباً وطالبة في المتوسط، وأحياناً كان العدد يصل إلى حوالي المائة أو يتجاوزها.
وكان سن درويش حينها بين 13 إلى 15 سنة تقريباً. أما مواده الدراسية فقد تركزت على القرآن الكريم، ومبادئ فقه العبادات، والقراءة والكتابة، ومبادئ الحساب، ولم يبخل على طلبته بشيء من معارفه وعلومه، التي خبـأها حتى ذلك العمر. ولم يكن همه الربح، لذلك، فقد كان يتقاضى من كل طفل "خميسية" أي: في يوم الخميس من كل أسبوع، ما بين أربع "آنات" إلى نصف ربية فقط. بينما يعفي أبناء أصحاب الدخل المحدود من الدفع. وكان يهدف بالدرجة الأولى المساعدة والتعليم، بالرغم من أنه كان في حاجة لذلك، فحين بلغ السادسة عشرة سنة من العمر تولى الإمامة في مسجد "السليطي"، ولكن مقابل نصف روبية فقط في الشهر الواحد، أي: ست ربيات في السنة. ولقد كانت مصروفات المسجد من إيجار دكان واحد:"أوقف على المسجد" .
بعد فترة من استمرارية الدراسة في تلك "الخيمة"، التي بناها درويش في منزله، نقل مدرسته إلى غرفة بمنزل مبارك السليطي، وهو أحد كبار الأعيان يومها، وذلك بعد وفاته، ولم يكن الموقع الجديد للمدرسة يبعد عن المكان السابق، حيث كان في شمال سوق أبوظبي المركزي الجديد حالياً .
وقد طلب الشيوخ من درويش لاحقاً الانتقال للسكن بالقرب من المسجد الكائن بجانب "الحصن". فانتقل وبنى خيمة جديدة للمدرسة في جهة الشمال، مقابل الحصن، واستمرت المدرسة، كما استمر درويش مؤذناً وإماماً ثم خطيباً في مسجد الحصن. وكان هو الجامع الوحيد يومها تقريباً وكان السيد عبدالرحيم هو الإمام والخطيب السابق فيه .
وحين أصبحت مدرسته قديمة وبدأت تتداعى، نظم فيها العديد من الأبيات الفكاهية المعبرة ، يصف حالتها ويتمنى تشييد مبنى جديد لها، وقد لبى الشيوخ أمنيته وبنوا غرفة كبيرة مع صالة فسيحة مفتوحة الأطراف:"ديوان"، لتكون أول بناء حديث بطابوق وأسمنت لمدرسة في أبوظبي، هي : المدرسة الأهلية .
تخرج من المدرسة الأهلية وعلى يد المعلم والمربي الفاضل درويش بن كرم المئات من الطلبة والطالبات أبناء أبوظبي، بينهم معالي الدكتور مانع سعيد العتيبة، وسمو الشيخ محمد بن بطي، وحارب بن سلطان، ولقد وجدنا ضمن ماثوراته من الوثائق والمستندات قوائم بأسماء عدد من طلبته .
وكان بن كرم يتذكر مانع العتيبة بأنه كان هادئاً، ومحمد بن بطي كان كثير الحركة، ولكنهما كانا في منتهى الذكاء، وذلك في سنوات دراستهما القرآن عنده। ويذكر أيضاً أن المدرسة الأهلية ضمت أيضاً شبه قسم داخلي لإقامة بعض الطلبة أبناء المناطق البعيدة، كالعين مثلاً.
L.M
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)